الأزمة السودانية ،



 

الأزمة السودانية ،
لا نستطيع ان نُنكر أن المنظمات والمراكز البحثية الغربية وصلت إلي مرحلة مُتقدمة في التحليل السياسي و الاجتماعي، ولديها مناهج وادوات فعالة وتمويل جيد يُمكنها من التحليل بيسر وايجاد الحلول بسهولة.
عكفت في الفترة الماضية على الاطلاع والقراءة المُتأنية لكثير من التقارير عن السودان، هذه التقارير انتجتها مؤسسات غربية عريقة، وتعتبر مرجع اساسي لصناع القرار في الغرب، خصوصاً في الدول التي ترى ان مصالحها في السودان في استقراره، لا تلك الدول التي تسعى لزعزعة الاستقرار لتحقق ماربها.
رغم ذلك فالاستقرار لم يتحقق، وربما هذا بسبب ان القرارات والسياسات التي اتخذتها الحكومات الغربية تجاه السودان فيها خلل ما. هذا الخلل قد يكون سببه الرئيسي قصور المعلومات المتعلقة بجذور المشكلة السودانية او المقاومة الداخلية والاقليمية، ما لاحظته ان التقارير تعتمد على مصادر غير محايدة للمعلومات و تتجاهل اطراف اخرى او ربما الاطراف الأخرى لا تريد التعاون مع المنظمات الغربية. لذلك تجد أن التقارير التي نشرت في عهد الكيزان وجهة النظر الكيزانية في قضاياها معدومة، وفي مشكلة دارفور وجهة نظر القبائل التي تصنف انها عربية مفقودة، وفي مرحلة التحول المدني الديمقراطي رؤية العسكر في التقارير نادرة و الأمثلة كثيرة.
الغرب لم يكن مكترثاً لهذا الخلل فعول كثيراً على نجاح حكومة ابناء المنظمات في السودان، وابناء المنظمات لم يكن لديهم كثير اجتهاد، و ما يُملى عليهم من المنظمات ومن خلفها من المخابرات الغربية يُنفذ دون تفكير او اعتراض !. بعد الفشل نرى الآن روزلند ماردسن وفولكر ومن معهم يجلسون مع من لم يجلسوا معه من قبل، لعل وعسى يتمكنوا من معرفة مكان الخلل في تجربة ابناءهم ! ثم بعد ذلك يبتكرون لنا تجربة جديدة، ربما بفهم منقوص للمشكلة السودانية او حتى بفهم كامل والفهم الكامل يحتاج إلي وقت طويل، وان تم فليس بالضرورة أن يكون امر ايجابي وما ينتج منه قد لا يرضي فئة كبيرة من السودانيين وان حقق الاستقرار !.
عليه فالحوار السوداني السوداني أكثر فعالية ويقدم حلولاً طويلة الأمد ، لأن كثير من المفكرين والمناضلين السودانيين من تراكم التجارب – رغم ضعف ادوات التحليل - لديهم المام أفضل بالمشكلة السودانية مقارنة بالغرب، والحوار السوداني السوداني لديه متطلبات كثيرة ليتحقق وعنها يوماً نتحدث.
الأزمة السودانية ، Reviewed by RIFT on March 30, 2022 Rating: 5

No comments:

نموذج الاتصال

Name

Email *

Message *

Powered by Blogger.
//]]>